الجمعة، 1 ديسمبر 2006

أحداث كلية اليمامة حصاد بعض مناهجنا؛ فلماذا نلوم الفاعلين ؟!!


أزعجتني كثيراً التصرفات التي حدثت من بعض الشباب - الذين يصنفون أنفسهم من الملتزمين - في مسرح كلية اليمامة ولكنني لم استغرب حدوث مثل هذه التصرفات… لأننا وببساطة نحصد الآن ما زرعناه في السنين الماضية
فإذا ربيت طفلك على الكذب فهل تستغرب منه الكذب ؟!! وهل تلومه عندما يكذب ؟
وإذا ربيت طفلك على السرقة؛ فماذا تنتظر منه أن يفعل عندما يكبر ؟
وقديماً قيل – يوم أن كانت التربية حكراً على الآباء - :
وينشأ ناشئ الفتيان منا …. على ما كان عوده أبوه
فإذا كان المنهج الدراسي قد علم هؤلاء على إزالة المنكر باليد بغض النظر عن من يحق له فعل ذلك بل والغضب أيضاً؛ لماذا نلومهم عندما غضبوا وفعلوا ما فعلو حين رؤيتهم وسماعهم ما حسبوه منكراً ؟
إذاً الاختلاف الآن معهم على تعريف المنكر وليس على آلية التغيير.
لان كل ما عملوه قد درسوه وأخذوه من الناهج.
وليس المنهج هو فقط محتوى المقرر الذي يدرسونه, ولكنه يشمل أيضاً التعليمات التي يتلقونها من معلميهم.
لذلك أرى أنه يجب مراجعة المناهج الدراسية بغية التصحيح، - إذا أردنا القضاء على مثل هذه المخالفات - وعدم الالتفات إلى من يقول أن مناهجنا سليمة ولا تحث على العنف. ومن يقول ذلك فهو إما بعيد كل البعد عن المناهج أو أنه يؤيد هذه الطريقة.

السبت، 9 سبتمبر 2006

مقترحات حول اليوم الوطني لبث روح المواطنة في الجيل الناشئ

بعد أيام قلائل ستحل علينا ذكرى عظيمة وغالية على كل مواطن ومواطنة في هذا البلد الأمين ألا وهي ذكرى اليوم الوطني الـ 76 والذي يوافق اليوم الأول من برج الميزان الموافق لـ 23 من سبتمبر من السنة الميلادية. ذكرى توحيد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، لهذه الدولة الطيبة (المملكة العربية السعودية)، تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله بعد أن أمضى أكثر من ثلاثين عاماً على ظهر جواده يصول ويجول، من ملحمة إلى ملحمة، ومن بطولة إلى بطولة فحول أجزاء الجزيرة العربية إلى كيان كبير هو وطننا الحالي، وبدل القبائل المتناحرة إلى أمة واحدة هي الشعب السعودي.
وكان اليوم الفاصل هو الأول من برج الميزان عام 1350 هـ الذي شهد ولادة الدولة السعودية الثالثة، فانتهت حقبة الظلام والجهل والتخلف والتناحر، وبدأت حقبة النور والعلم والتقدم والتآلف وستستمر بمشيئة الواحد الأحد إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.وفي هذا المقال فإنني لن أسلط الضوء على مآثر الملك عبد العزيز رحمه الله، لأني لو أردت ذلك لاحتجت إلى بحر من المداد وأطنان لا تعد ولا تحصى من الورق، ولكني سوف أتناول جانباً مهماً من جوانب هذا الموضوع، فالكل يعلم أننا لم نكن نعطي اليوم الوطني حقه في السابق كما يجب - ربما بسبب بعض الحجج الواهية والتي لم تكن ترتكز على قاعدة قوية فيما تذهب إليه - فنشأ لدينا جيلٌ تنقص بعض أفراده الثقافة الوطنية وربما الانتماء الوجداني للوطن أيضاً. فقبل سنتين خلتا لو سألت السواد الأعظم من الناس عن اليوم الوطني لما حددوا لك في أي يوم يكون، ولكن الحصول على إجازة فيه غير الكثير، فكلهم الآن يعرفون، حتى غير الموظفين منهم. ولا يخفى على الجميع أن فراغ الروح الوطنية عامل حافز على تفاعل الأفكار التي تضر بالوطن، فالفئة الضالة التي تحاول أن تعبث بأمن وطننا وحاولت النيل من مقدراته يحلق بها جناحان: التطرف الديني وانعدام الروح الوطنية. وأما من غرست فيه محبة الوطن فلن يعبث به بأي حال من الأحوال.
ولبث روح المواطنة والوطنية في هذا الجيل فإني أرى أن هناك عدة نقاط حبذا لو تطبق ابتداء من السنة المقبلة - لأنها تحتاج إلى جهد كبير - وهي كالتالي:
1- أن تبدأ مظاهر الاحتفال باليوم الوطني من اليوم الأول من شهر سبتمبر، فتعقد الندوات وتقام المسابقات وتنظم البرامج التي تشتمل على الكلمات والأناشيد والعروض المسرحية والأوبريتات المعبرة عن هذه المناسبة وتنتهي في الرابع والعشرين من نفس الشهر.
2- أن تُخصص الإذاعة المدرسية للحديث عن الوطن ومكانته وأهميته وعن المؤسس لهذا الكيان العظيم وما قام ويقوم به أبناؤه من بعده من جهود جبارة لتحقيق أعلى رفاهية للمواطن وكذلك دورهم العظيم في إحلال الأمن والسلام الدوليين. وتقوم جماعة النشاط والفنية بتزيين جنبات المدارس بعبارات الحب والولاء تعلوها صورٌ للمؤسس وأبنائه القادة.
3- أن تقيم المحافظات والمراكز التابعة لها احتفالات بهذه المناسبة يشارك فيها جميع المواطنين صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً مع مراعاة الخصوصية للنساء.
4- أن تكون خطب الجمع في شهر سبتمبر حول بيان أن الاحتفال باليوم الوطني ليس بدعة - لئلا يقع عامة الناس في حرج من دينهم فيمتنعوا عن حضور مثل هذه الاحتفالات أو المشاركة فيها اعتقاداً بتحريمها - فهو ليس عيداً خُص بنوع معين من العبادات كعيد الفطر وعيد الأضحى وعيد الأسبوع، وإنما هو فرصة للتعبير عن حب الوطن كما أفتى بذلك الكثير من علماء الدين الأفاضل.
تلك هي النقاط التي أقترحها وقد اجتهدت - والمجتهد إن أصاب فمن فضل الله وإن أخطأ فمن نفسه والشيطان - في أن تكون شاملة لكل ما من شأنه أن يُعرف الجيل الجديد بوطنه فالجاهل بالشيء لا يقدر ثمنه، وأن هذا الوطن لم يصبح هكذا بالصدفة ولا بالجهد اليسير وإنما بتضحية وإقدام رجل كان مؤمناً عميق الإيمان برسالته، لم يهدأ له بال ولم يهن ولم يركن للدعة،بل بذل كل غال ونفيس وجاهد هو ومن معه من الرجال المخلصين، ليقيم شرع الله وينشر الأمن والعدل والعلم، ويرسي قواعد هذا البيت الكبير ذي الخير الوفير ليكمل أبناؤه البناء من بعده.
وفي الأخير أود أن أشير إلى أن المواطنة والوطنية ليستا فقط كلمات تقال أو شعارات تطلق ولكنهما الانتماء العضوي والولاء الروحي للوطن، بحيث نعيش فيه ويعيش فينا، نحافظ على وحدته وأمنه، وعلى مدخراته وثرواته، ونقدم مصلحته على المصلحة الخاصة، ولا يمكن تحقيقهما إلا ببث الروح الوطنية في جميع المناشط - بدون الاقتصار على وقت معين - وأخص بهذا المراكز الصيفية والمخيمات الكشفية التي تقيمها المدارس، والتركيز على شريحة الجيل الناشئ، وبيان ما لوطننا من أفضلية ومكانة خاصة لدى المسلمين وغير المسلمين، أليس هو البلد الذي اتخذ القرآن دستوراً والدين منهجاً؟ أليس هو مهبط الوحي وقبلة المسلمين؟ أليس هو من يبادر إلى مساعدة المحتاجين وإغاثة المنكوبين أينما كانوا ؟ ألا يستحق منا أن نفخر به ونحافظ عليه وندافع عنه؟! بلى وألف بلى.

الخميس، 16 فبراير 2006

كتيبات تدعو المعلمين إلى تحريض الطلبة على التشدد والانغلاق

كنت في أحد مطارات وطننا الغالي وفي صالة الانتظار للرحلة التي سوف تقلني مع جمع غفير من المسافرين، وعندما تأخرت عن موعدها المحدد وجدتها فرصة لأن ألقي نظرة على الكتب المعروضة في السلة أمامي - ففي المطارات دائما يوضع كل ما هو حديث الإصدار أو جديد الإنتاج ليعطي صورة مشرفة وانطباعاً جيداً عن البلد - فوقع نظري على كتيب يحمل رسائل للمعلمين والمعلمات ولأنني من الشريحة الموجهة لها هذه الرسالة، أردت أن أقرأ ما سطره لنا المؤلف - وكثير من زملائي المعلمين يميلون لقراءة ما عنون باسم مهنتهم لعلهم يجدون فيه ما يطور مهاراتهم أو يهديهم سبلا أفضل للتعامل مع الطلاب والمناهج - فبدأت بقراءة المقدمة لأحصل على تصور كامل عن فكرة هذا الكتيب.
في المقدمة بين المؤلف أن هذه رسالة يوجهها للمدرسين والمدرسات لمن جعلوا أنفسهم جنودا للعلم وأهله، لمن…، لمن…، إلى أن قال بالحرف الواحد ليخرجوا بإذن الله المدرس والقاضي والطبيب والصيدلي والعسكري كي تستغني الأمة الإسلامية عن المنحرفين، وبعد أن أنهى المقدمة ودخل في صلب الموضوع بين أن المدرس المتأثر بالغرب أو الشرق وما عندهم سيؤثر في الطلاب تأثيرا سيئا، وفي طيات كلامه عن المدرس والمسؤولية الملقاة على عاتقه بين أن من مسؤولية المدرس حماية الشباب- ويقصد الطلاب- من الشياطين وطرق الضلال قائلا ولا تترك هؤلاء الشباب إلى الشياطين يضلونهم عن طريق الإيمان بمختلف الطرق من نظريات علمية باطلة أو شبهات في الله… ثم خص أخونا هذا كل مدرس بنصائح تخصصية تتعلق بالمادة التي يدرسها، فلمدرس التربية الإسلامية نصائح ولمدرس اللغة الإنجليزية مثلها ولمدرس العلوم أخرى وهكذا.
ولأن الوقت قد لا يسعفني كي أقرأ كل ما يحتويه الكتيب، أخذت أقلب في صفحاته لأطلع على ما خص به مدرس العلوم - بحكم أن تخصصي كيمياء- لعلي أستفيد، فوجدت نصائحه لمدرس العلوم الطبيعية ومنها قوله:وبين لهم بطلان نظرية المادة لا تفنى ولا تستحدث ولا تخلق من العدم فإنها معارضة لعقيدتنا الصحيحة. فقلت في نفسي إذا كان هذا ما ينصحنا به، فبما ذا سينصح مدرس اللغة الإنجليزية؟ هل سيقول إنها لغة الكفار ومحرم تدريسها؟ أم ما ذا يا ترى؟ كنت أتساءل وأنا أقلب الصفحات أبحث عن إجابة لتساؤلي حتى وجدت ما أريد ويا للعجب!، فقد حذر المؤلف مدرس اللغة الإنجليزية من استخدام تحياتهم - ويقصد الكفار- وبعض كلماتهم بدون حاجة فهذا مذموم شرعا على حد قوله، بل وزاد على ذلك أن طلب منه أن يوضح للطلاب ما ظاهره عسل وباطنه السم قائلا وبين لهم أن أخلاقهم من صدق وإخلاص في العمل ودقة في المواعيد هي أخلاق تجارية مصلحية كحياتهم المادية الحيوانية…وقال أيضاوعليك أن تحذرهم من السفر لبلاد الكفار، واكشف ما عندهم من انحراف كي لا يحبهم الطلاب.
أما بالنسبة للتربية الرياضية، ففي الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات المطالبة بإدخالها على مدارس البنات لما يعانينه من خمول جسدي وفكري بسبب قلة الحركة التي فرضتها عليهن أدوات العصر الحديث ؛ومن سمنة زائدة؛ وطاقة مكبوتة؛ أدت إلى اشتعال في العاطفة بالتالي صرفها في سلوكيات سيئة في أوساط البنات؛ نجد أن المؤلف قد قلل من شأنها خصوصا كرة القدم وحرض مدرسها على أن يخفف من تحمس الطلاب لها، وأن يوجههم إلى البديل من الرياضات الأخرى التي تنمي العقل وتقوي البدن، ونبه المدرس إلى أن يبين للطلاب أن الرياضة من مخططات اليهود واستدل بأنهم يقولون (سوف نشغل العالم بالرياضة ونوجد النزاع بين الدول حتى نتمكن من السيطرة على العالم).في حين دعا المعلم إلى ترغيب الطلاب في رياضة السباحة والرماية وركوب الخيل وهذا لا بأس به - إذا أحسن النية- ولكن هل من الممكن أن تتحول مدارسنا إلى إسطبلات للخيول أو أحواض للماء أو ميادين للرماية؟ طبعا لا.
إنني لم أملك وأنا أقرأ تلك الكلمات إلا أن سحبت كمية من الأكسجين المحملة بذرات الماء في ذلك اليوم الماطر وحشرتها داخل رئتي لبضعة عشر ثانية؛ ثم سمحت لها بالخروج شيئا فشيئا؛ لعل ذلك يمنحني نوعا من الاسترخاء؛ وأسندت ظهري للكرسي الذي كنت جالسا عليه وأغمضت عيني، فتراءت لي صورة ذلك الطالب الذي كان في زاوية الفصل عندما وقف رافعا يده ومسواكه في فمه قائلا بلهجة سوقية غاضبة كيف تشرح لنا قانون حفظ الطاقة السبوع الماضي ياستاد وهو ما هو صحيح وحرام وتكذيب لله, وتذكرت اعتراض طالب آخر على استخدام بعض المصطلحات الإنجليزية في مادة الكيمياء وأن هذا لا يجوز مادام هناك مصطلح يقابله باللغة العربية. فازدت توترا وأعدت الكتيب إلى مكانه وأنا أقول: لا يفترض بك أن تكون موجوداً فضلا عن أن تكون هنا. أيعقل أن نقرأ مثل هذا الكلام في عصرنا هذا عصر الثورة التكنولوجية، عصر الإنسان الآلي، والرقائق الإلكترونية، والألياف البصرية. ولوقيل لي إنه يوجد في وقتنا الحالي من الأميين من يشكك باختراع لم يره؛ أو نظرية غريبة سمع بها؛ فلن أصدق لما نعايشه اليوم من طفرة علمية هائلة نتج عنها ما لم يكن تتخيله العقول؛ وما وقف له العالم أجمع بين مؤيد ومعارض كالاستنساخ مثلا؛ ولكن للأسف وجدت أن هناك من المحسوب على المثقفين المتعلمين من يشكك بمسلمات اهترأت من كثرة شرحها نظريا وتطبيقها عمليا؛إنه الجهل المركب.
ولوعدنا إلى ما قاله المؤلف في بداية الكتيب وسألناه عما إذا كان هناك مدرسون وقضاة وأطباء وصيادلة وعسكر منحرفون فبماذا سيجيب؟وإذا كان يقصد غير المسلمين فلا يوجد مدرس أو قاضي غير مسلم.! وحتى الطبيب والصيدلي الغير مسلم لا ينطبق عليه تعريف الانحراف والذي عرف على أنه السلوك السيئ أو الذميم والذي يعود على الشخص بالضرر المباشر.وهل يعلم صاحبنا أن أكثر أطبائنا ودكاترة جامعاتنا ومهندسينا الذين كان ولا يزال لهم الدور الفعال في تنمية وتطوير مملكتنا الغالية قد تخرجوا على أيدي من سماهم بالمنحرفين؛ ولا أظن سماحة السيخ الفاضل عبد المحسن العبيكان –والذي رأى أن لا نقول كفار ولكن نقول غير مسلمين- سيرضى بهذه التسمية المشحونة بالحقد والكراهية؛ ومثلها الحكم على أن التأثر– والذي لم يوضح نوعه- بالشرق أو الغرب له تأثير سيء. ولو سألنا المؤلف هل رفع العلم فوق المدارس والنشيد والوطني الصباحي هما من أسباب التأثر بالشرق أو الغرب؟ لا ندري ماذا تكون إجابته. ولا يفوتني أن اذكر صاحب هذا الكتيب – أصلحه الرب- أن طرق الضلال لا تبدأ من النظريات العلمية؛ وأي نظرية باطلة لا تنعت بالعلمية ولا تندرج تحت المسمي العلمي؛ بل إنها للجهل قاب قوسين أو أدنى.
إنني أجزم كل الجزم بأن صاحبنا ليس لديه أدنى فكرة عن قانون حفظ الطاقة ولم يكلف نفسه ولو بقراءة أسطر قليلة عن النظرية التي كذبها والدليل خلطه بين قانون حفظ الطاقة وقانون حفظ المادة، ولو فعل لما قال تلك الترهات، وليته ترك الفتوى لأصحابها فإن ذلك أسلم له. ومن المؤكد أيضا أنه لم يسمع بنظرية تمدد الزمن وإلا لنصحنا بما يمليه عليه عقله والذي آمل ألا يكون متأثرا بالذين حاربوا البرقية والهاتف في بداية ظهورها؛ وحرموا دراسة البنات، وجرموا كل من يلبس الساعة، أو يستمع إلى الراديو. وإنني أستغرب كيف عرف أن الأخلاق الحسنة عند غير المسلمين هي أخلاق تجارية بغرض المصلحة، فهل شق عن صدورهم ليعلم ما في قلوبهم؟ والأغرب من ذلك حثه للمدرس على أن يحذر الطلاب من السفر للخارج خوفا من أن يقعوا في حب الكفار، فلنحمد الله على أن الأمر ليس بيده وإلا لأحاط البلاد بسياج شائك ولأوقف البعثات للخارج، ولعزلنا عن العالم؛ حتى لو كانت مصلحتنا تحتم علينا الذهاب إلى هناك.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن، لماذا لا يسحب هذا الكتاب وهو لا يدعو إلى الحقد والكراهية والانغلاق وإقصاء الغير وحسب، بل ويكذب ما خلص إليه العلماء من حقائق علمية، بعد أن أمضوا جل وقتهم وبذلوا عظيم جهدهم في البحث والتقصي والإثبات. بل إن عواقبه خطيرة، فهو يدعو إلى تقديم بعض المناهج خلاف الهدف المؤلفة من أجله؛ ويدعو إلى الجهل أكثر مما يدعو إلى غيره، ومن المحتمل جدا أن يتأثر به بعض المدرسين لأن المدرس يظل متلقياً وملقناً.وفي الوقت الذي تؤكد فيه الدولة على أهمية دور المعلم والمعلمة في محاربة التطرف الفكري والتشدد الديني نجد أن الكتيبات التي تدعو إلى التشدد والانغلاق ما تزال تطبع وتوزع أو تباع، فهل من إعادة نظر في مكتباتنا وما تحويه؟