الجمعة، 28 أغسطس 2009

يا صاحب السمو: أخشى عليك من طيبتك وتسامحك

قبل كل شيء أبعث أسمى آيات التهاني لكل للجميع بمناسبة سلامة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز من محاولة اغتياله التي نفذها ذلك الخارجي المجرم الإرهابي. لا عجب فالخوارج السابقين قتلوا عثمان بن عفان, وقتلوا علي بن أبي طالب, وقتلوا الزبير بن العوام والكثير من خيار الصحابة وعلى خطاهم يسير خوارج هذا الزمان, فيرون أن الخروج على ولي الأمر من الدين.
إن صاحب السمو الملكي مشهور بعطفه وطيبته وتسامحه وهذه الصفات جعلت ذلك الإرهابي يستغلها لأن يقترب من الأمير بنية سوء ولكن الله سلم ورد كيده في نحره. إن الجماعات الإسلامية المتطرفة غير مأمونة الجانب فدينها القتل وديدنها الغدر وأول ضحاياها هم المتعاطفون معها, فالرئيس المصري السابق أنور السادات أطلق العنان لجماعة الإخوان المسلمين وأخرج قيادييهم من السجون وحقق مطالبهم وانحاز لهم حتى أطلقوا عليه " الرئيس المؤمن" وتم اغتياله على أيدي جماعة الإخوان المسلمين !!! فهل نعي الدرس ؟
إن المعالجة الأمنية غير كافية للقضاء على الإرهاب أبداً ما لم تجفف منابعه ويجتث من جذوره, وهذا لا يتأتى إلا بمعالجة فكرية جادة وصارمة. لقد بدأ الإرهاب في السعودية قبل أربعة عشر عاماً بتفجير العليا في الرياض. والآن نرى يد الإرهاب تحاول النيل من رجل الأمن مساعد وزير الداخلية, ولا أجد لاستمرار الإرهاب بل وزيادة حدته سبباً؛ إلا عدم مواكبة المعاجلة الفكرية للمعالجة الأمنية, لذا فيجب إعادة النظر في الخطاب الديني بشكل عام, فعدم التركيز على أهمية تجديد الخطاب الديني هو ما جعل بعض أعضاء مواقع الإنترنت التي تصنف نفسها متدينة يشكك في محاولة الاغتيال, وبعضهم ينسبها إلى غير الفئة الضالة في محاولة لخلق فوضى تبعد الأنظار
عن هذه الفئة وتبرئ ساحتها. إنا لله وإنا إليه راجعون وحمداً لله على سلامة الأمير محمد .