منذ أن بدأت لجنة المناصحة في عام 2003 وهناك الكثير ممن يشكك في مدى فعاليتها وجدواها مع المتطرفين الإرهابيين وما بين فينة وأخرى يخرج علينا عضو المناصحة الدكتور محمد النجيمي مشدداً على أهمية المناصحة ومشيداً بنجاحها, فقد قال في أحد اللقاءات معه:" هذه اللجنة نجحت نجاحاً باهراً" وذهب بعيداً وراء الهدف الأمني إلى هدف أخروي حيث حرص على مناصحة من حكم عليه بالقتل لئلاً يعذب في الآخرة فيقول: "لا نريد من قتل الناس وحكم عليه بالقتل أن يموت إلا وهو على العقيدة الصحيحة" " العربية نت " 27 أبريل 2007 "وهنا تتجلى الرحمة والشفقة عليهم حتى بعد الممات جزاه الله خيراً !. أما مسألة ثناء دول العالم على برنامج المناصحة وطلبها الخبرات في هذا المجال فلن أعلق عليه لأنها - أي الدول- تقيم النتائج وتتعامل معها بشكل أكثر حرفية ودقة مما ينتهجه المناصحون.
إنني لا أقلل من شأن المناصحة بشكل عام ولكن يجب ألا تكون مع الأشخاص الخطأ فهذا هدر للوقت والجهد والمال. قد تكون مجدية مع المتعاطفين أكثر من المتعاطف معهم فالفئة الأولى مترددة بينما الثانية واثقة يصعب إقناعها أو كبح غليان العنف في عقولها المتحجرة أو تغيير أفكار التكفير الراسخة لديها كعقيدة لا يمكن زحزحتها عنها. هؤلاء في جسد الأمة الإسلامية كالسرطان الخبيث لا خلاص منه إلا بالاستئصال.
أعتقد أن لجنة المناصحة تعرضت لخدعة خبيثة من الذين تم نصحهم من الموقوفين خصوصاً وهم يعلمون أنه سيفرج عنهم إن استجابوا لنصح للناصحين, والغريب أنه ذلك يتكرر ولا تتعلم اللجنة الدرس فقبل أيام عاد سعيد الشهري ومحمد العوفي إلى تنظيم القاعدة بعد أن أظهرا – هما ومن معهما من المفرج عنهم - أنهما تخليا عن أفكار القاعدة وتابا ورجعا إلى الطريق المستقيم والعقيدة الصحيحة. ثم بعد عشرة أيام تقريباً يتضح أن من بين الخمسة والثمانين الذين أعلنت عنهم وزارة الداخلية عشرة من العائدين من غوانتانامو بحسب صحيفة الحياة اليوم الأربعاء، 04 شباط، 2009 أي أنهم مروا على لجنة المناصحة ولم يعلق النجيمي على ذلك إلا بوصفهم بناكري الجميل " الوطن, اليوم الأربعاء العدد 3050" .
إن نجاح قوات الأمن – لا لجان المناصحة – هو الذي دفع هذه الأعداد الكبيرة إلى الهروب خارج المملكة وبرأيي أنه يجب أن نتوقف عن خداع أنفسنا بجدوى مناصحة هؤلاء الخوارج المرضى النفسيين وإطلاق سراحهم, وإلا فإننا سنساهم في زيادة أعدادهم من حيث لا ندري, خصوصاً أنهم يعتبرون أن الرياح الآن مواتية لهم مع تولي الديمقراطي باراك أوباما رئاسة الولايات المتحدة وإعلانه أنه سيغلق معتقل غوانتانامو وهذا يعني خروج الكثير من الدبابير الإرهابية الغاضبة التي ستساهم في إعادة الحياة لبقية الخلايا النائمة أو الضعيفة في أنحاء كثيرة من العالم وسينشط المبشرون بها في كل مكان مدعين النصر, وسيكثر الأتباع إن لم يتدارك الوضع. فلم تعد نافعة معهم لا المناصحة ولا المميزات التي قدمت لهم من مال وتسهيل زواج ووظائف وغيرها الكثير, لذا يجب على الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية – وهي الأكثر خبرة بخدعهم وحيلهم – أن تضع حداً لذلك وتعجل في زفهم إلى حيث لا يعود لهم خطر على البلاد والعباد.