الأربعاء، 23 فبراير 2011

زعيمان وتظاهرتان

بادئ ذي بدء أهنئ الشعب السعودي الكريم بعودة الملك المفدى خادم الحرمين الشريفين سالماً معافى بعد رحلته العلاجية وأدام الله عليه الصحة والعافية. أعترف أن عباراتي تقف عاجزة أمام قامة الملك عبد الله؛ فلكي أكتب عن الكاريزما التي حباه الله إياها فسأحتاج إلى أطنان من الورق وبحر من المداد, أما لو أردت أن أسرد إنجازاته منذ أن تولى الحكم إلى هذه اللحظة فسأكون كمن يحاول أن يعد حبات الرمل في صحراء الربع الخالي؛ لذا سأدع هذا الأمر الذي لا أستطيعه وسأتجاوزه إلى ما أستطيع.

غداً إن شاء الله سيعود الملك إلى وطنه وشعبه حسب ما أعلن الديوان الملكي في بيانه الليلة, تلقيت هذا الخبر بفرحة غامرة وبشعور أعجز عن وصفه, لا يماثله إلا شعور الابن عندما يلتقي أبيه بعد غياب طويل, كنت قبل الاستماع إلى البيان أقلب في القنوات الفضائية متابعاً تطورات الأحداث في ليبيا الشقيقة, وبعده استمعت إلى كلمة " الزعيم" معمر القذافي وهو بالمناسبة حتى هذه اللحظة لا يزال رئيساً لليبيا, ضحكت كثيراً لدرجة أنني أشفقت عليه, فحالته النفسية السيئة و"نرفزته" الواضحة وجنون العظمة لديه كلها أمراض لم يستطع أن يتعافى منها وهي نفسها التي أوقعته في مأزق عندما حاول أن يتطاول على العاهل السعودي خلال القمة العربية في شرم الشيخ عام 2003م ولكن الملك كان له بالمرصاد؛ أقول: بين البيان والخطاب دارت في مخيلتي مقارنات كثيرة كل زوج منها على طرفي نقيض وسأكتفي بواحدة منها؛ غداً في السعودية عرس كبير وتظاهرة فرح بقدوم ملك الإنسانية, وفي ليبيا تظاهرة تطالب برحيل معمر القذافي. وهذه المقارنة تختصر الفرق بين الملك العادل والرئيس الظالم بين من ترك الألقاب الفخمة واختار لنفسه لقب خادم الحرمين الشريفين وبين من يلزمك سطران لتكتب ألقابه قبل أن تصل لاسمه, بين من يقول لشعبه " أنا بخير ما دمتم بخير" وبين من يحتقر شعبه على شاشات القنوات, بين من يفيض تواضعاً وبين من احتشى كبرياءً وجنون عظمة, بين الملك عبد الله ومعمر القذافي.

الحمد الله الذي ولى علينا خيارنا وأسأله العلي العظيم أن يديم هذا الحب والتلاحم بين القيادة والشعب وأن يحفظ لنا مليكنا إنه سميع مجيب.

هناك 3 تعليقات:

  1. نعم ومن هنا في صفحتك ابارك لك ولنفسي ولشعب السعودي عودة الملك معافى سالم الى وطنة..

    ولي عليك عتب صغير يا أخي لاتقارن ملك الانسانية بمعمر الوحشية لان لاتوجد مقارنة معمر القذافي معتوه وسليط اللسان كالمرآة سليطة اللسان هو وأبنة سيف الاسلام يعتقد انه سوف يخيف شعبة بهذه العبارات القذرة اجدى له ان يوجة هذه العبارات لأسرائيل القوية وليس لعشبة الضعيف الذي لاحولله ولاقوة.

    والملك عبدالله منذ أن حكم المملكة لم نجد منه الا الخير وزيادة الرواتب وحبة لشعبة ادام الله ظله.

    ردحذف
  2. أهلاً بك عزيزي,
    أشكرك على قراءة المقال وأشيد برأيك أيضاً وعتبك الصغير وضعته على رأسي , لكن يجب أن أوضح لك أن المقارنة ليست مقارنة أشباه ولكنها مقارنة أضداد حتى وأن كانت الزعامة عامل مشترك بين الملك عبد الله ومعمر القذافي.
    والمقصد من وراء هذا المقال هو أن شعب السعودية يتظاهر فرحاً بعودة الملك عبد الله بينما هناك شعوب تتظاهر مطالبة بتنحي رئيسها, والحمد لله على كل حال.

    ردحذف
  3. السلام عليكم ، جذبني موضوع المقارنة بين الملك عبد الله والعقيد القذافي ، غير اني وجدت فيه كثير من الاجحاف بين الرجُلين ، فبرغم كرهي وبغضي للقذافي لما فعله في بلدي وشعبي الا اني لا اري الملك عبد الله كامل الاوصاف كما يتصوره البعض ، يا اخ محمد انا من ليبيا ومممن ابتله الله بالقذافي وظلمه ، وذاق كاس جوره وطغيانه ، الا اني لا اوفقك في ان الاحتفالات في المملكة السعودية هي عفوية وفرحا بعودة الملك من رحلة العلاج ، فحتي القذافي كم عُمل له من استقبال وكم فرشت الورود في الطرقات التي يمر عليها ، ولو تري الزينة والاحتفالات التي تقام في بلدي كل سنة بمناسبة الفاتح من سبتمير ، كنت ستذهل ،،فانا نفسي اذكر مرة قلت في نفسي بيدو انه لا يكره القذافي احد في ليبيا الا انا من شدة ما رايت من مظاهر الاحتفالات ، والناس تساق الي الاحتفالات كما تساق الانعام والعجيب انهم يظهرون في الشاشات في اشد حال من الفرح والبهجة لدرجة انه ينتابني الشك ، فلا تضع هذا المعيار مقياسا لحب او كره الملوك والقادة ، فالناس ليس مثلي وربما مثلك من الصعب اجبارهم علي عمل مالا يرغبون وان اجبروا يظهر عليهم الضيق والاعراض وعدم الرضا ، اما بخصوص الرجُلين ، فخد مني التشابه الذي اراه انا الانسان البسيط ، كلاهما لا يسئل عما يفعل ، كلاهما ذريتهما وابناء اخوانهم يملكون الارض ومن عليها ، وكلاهما غارق في الفساد المالي ، وكلاهما مطئطي الراس امام الغرب ، مع افضلية بسيطة وان كان بالصوت قفط للقذافي ، واخيرا بخصوص ما سميته انت تطاول علي الملك عبد الله في القمة العربية في شرم الشيخ عام 2003 ، فاسمح لي يا اخي ويعلم الله انها المرة الوحيدة في حياتي التي رايت فيها معمر القذافي في موقف المظلوم ، فقد كان الهالك يستطرد الاحداث التي اعقبت حرب الخليج الاولي ،وما جري بينه وبين الملك فهد من اتصال هاتفي وبحكم معرفتي للقذافي فاقولها بكل امانة ، لم يكن يقصد اهانة الملك فهد او الامير عبدالله في ذلك الوقت ، غير انه عندما قال ان الملك فهد قال له علي الهاتف ان الولايات المتحدة قد جاءت بنفسها ولا استطيع ان امنعها من المجئ ،هنا ثار الملك عبد الله وقال ما قال ولو رجعت الي المشادة فسوف تري ان القذافي قد اعتقد في البداية ان الملك عبد الله يريد ان يوضح شي ، او يزيد علي ما قاله القذافي ، فواضح ان القذافي قد فوجئ بهجوم الملك عبد الله ، ثم ان الملك عبدالله لم ينكر ما قاله القذافي ولم يتهمه بالكذب ، ولكنه غضب لما افشي القذافي ما دار بينه وبين الملك فهد ، وكلنا في الحقيقة يعرف ان الحكام العرب في جلهم لا يملكون امام الولايات المتحدة الا السمع والطاعة ، واحب في نهاية مقالي ان اعرج علي لقب خادم الحرمين الشريفين ،فالخادم من يخدم لا من يخُدم ، فلم اري اي صورة او مقطع فيديو للملك عبد الله وهو يغسل حمامات الحرم المكي او الحرم النبوي او انه يعد الطعام لزوار بيت الله الحرام او انه يمسح ارضية الحرم المكي
    فهذا هو من يُسمي بصدق خادم الحرمين الشريفين ، وان اردت الصدق ان كان هو يسمي نفسه خادم الحرمين الشريفين ، فمن حقكم ان تمسوا انفسكم بخدام خادم الحرمين الشريفين ، اسمح لي واعذرني علي كلامي ان كان فيه من يجرح الا انني والله ما اكن لاهل المملكة والله يعلم الا كل حب ، والسلام عليكم

    ردحذف